أن الفقر والغنى ابتلاء من الله
يختبر بهما عباده في الشكر والصبر
قال تععالى (إنَّا جعلنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
وقال تعالى(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً).
يقول ابن القيم::::
ليس الغنى عن كثرة العرض" أي كثرة الأملاك.
يقول ابن القيم::::
أنت مملوك مُمتحن في صورة مالك مُتصرف":
عندما يكون لديك سيارة و منزل و أموال..
فتظن أنك مالك،
ولكن الحقيقة أنك لست مالكًا..
أنت مملوك..
فأنت ومَالَك مِلك لله سبحانه وتعالى.
قال الرسول_ صلى الله عليه وسلم _
فى غنى النفس
(( ليس الغنى عن كثرة العَـرَض ،
ولكن الغِـنى غنى النفس ))
صحيح مسلم والبخاري وأبي داود وغيرهم
و((العَرَض)): أي متاع الدنيا.
فكثرة العرض فقر فالذي يملك بيت
هنا وبيت هناك، وفيلا هنا وفيلا هناك،
وسيارة هنا وسيارة هناك،
يملك كل هذا ومازال يشتهي هذا
ويشتهي هذا.. فهذا هو الفقر.
. فقر النفس.
فليس الغنى عن كثرة العرض..
أي كثرة أنواع المملوكات،
إنما الغنى غنى النفس،
أن يكون الإنسان من داخله غني..
غني بالله سبحانه وتعالى.
كيف يكون الغني الحقيقي ؟؟؟؟
هو الغني في الحقيقة
هو الغني بالله سبحانه وتعالى
ولا غنى بغيره البته،
فمن لم يستغني به عما سواه
تقطعت نفسه حسرات،
ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة،
وحضره كل سرور وفرح
كيف يكون القلب فقير ؟؟؟
القلب الفقير لا يشبع ولا يقنع
فهو دائماً متعلق بالدنيا
لذلك فإنك تجد بعض الناس
عنده أموال طائلة، وأثاث وأمتعة،
وشركات ومؤسسات؛
ولكن ،
متعب، قلق، لا يطمئن في نومه،
ولا أكله، ولا شربه،
ولا جلوسه مع أهله؛ لأن قلبه فقير،
وإن كان عنده أموال كثيرة!!.
كيف يكون القلب غني ؟؟؟
نجد بعض الناس عنده الكفاف
لكن قلبه مستريح، مطمئن
لما جعل الله في قلبه
من القناعة والراحة والطمأنينة،
فهو مرتاح في بيته،
ومع أهله وأولاده،
وأقاربه وأرحامه الذين يصلهم.
على المسلم أن يصبر عند الشدة؛
فلا يتسخط أو يضجر،
بل يكون راضياً بقضاء الله وقدره عليه،
فإن ذلك يورثه الطمأنينة
في قلبه، والراحة في نفسه.
نسأل الله أن يرزقنا القناعة بما أعطانا،
وألا يحوجنا لأحد من خلقه،
آمين اللهم آمين،
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
وقد روى النسائي وابن حبان في صحيحه
عن أبي ذر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى ؟
قلت نعم يا رسول الله ،
قال فترى قلة المال هو الفقر ؟
قلت نعم يا رسول الله ،
قال إنما الغنى غنى القلب ،
والفقر فقر القلب ، ثم سألني
عن رجل من قريش
فقال هل تعرف فلانا ؟
قلت نعم يا رسول الله
قال فكيف تراه أو تراه ؟
قلت إذا سأل أعطي ،
وإذا حضر أدخل
قال ثم سألني عن رجل
من أهل الصفة
فقال هل تعرف فلانا ؟
فقلت لا والله ما أعرفه يا رسول الله
فما زال يحليه وينعته حتى عرفته
فقلت قد عرفته يا رسول الله ،
قال فكيف تراه أو تراه ؟
قلت هو رجل مسكين من أهل الصفة ،
قال هو خير من طلاع الأرض من الآخر
قلت يا رسول الله
أفلا يعطى بعض ما يعطى الآخر ؟
فقال إذا أعطي خيرا فهو أهله ،
وإذا صرف عنه فقد أعطي حسنة ) .
وفي مسند الإمام أحمد بأسانيد صحيحة
وصحيح ابن حبان عن أبي ذر أيضا
رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( انظر أرفع رجل في المسجد ؟
قال فنظرت
فإذا رجل عليه حلة ،
قلت هذا ، قال : قال لي
انظر أوضع رجل في المسجد ؟
قال فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق ،
قال قلت هذا .
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لهذا عند الله
خير يوم القيامة
من ملء الأرض مثل هذا ) .
وفي الصحيحين عن حكيم بن حزام
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( اليد العليا خير من اليد السفلى
وابدأ بمن تعول
وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ،
ومن يستعفف يعفه الله
ومن يستغن يغنه الله ) .
وفي البخاري ومسلم أيضا وموطأ مالك
وأبي داود والترمذي وغيرهم
من حديث أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه وفيه ( من يستعفف يعفه الله ،
ومن يستغن يغنه الله
ومن يتصبر يصبره الله ،
وما أعطى الله أحدا عطاء
هو خير وأوسع من الصبر ) .